بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
إخوتي في الله رُوّاد بوّابة داماس؛ فيما يلي مقالٌ قيّمٌ وطيبُ تذكير.
أعظَم ركائز الحياة : الأمْن والإيمان
قال الله عزّ وجَلّ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
قال شيخنا العلاّمة العثيمين رحمه الله : هذه الآية فيها قَسَم مِن الله عزّ وَجَلّ أن يَختَبِر العِباد بهذه الأمور .
فقوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) أي : لَنَخْتَبِرَنّكم .
(بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ)
(الْخَوْفِ) هو فَقْد الأمْن ، وهو أعظَم مِن الْجُوع ، ولهذا قَدّمه الله عليه ،
لأن الإنسان الجائع ربّما يَتَعَلّل ويَذهَب يَطلُب ، ولو كان لِحَاء شَجَر ، لكن الخائف والعياذ بِالله لا يَستَقِر لا في بَيتِه ولا في سُوقِه ،
وأخْوَف ما نَخَاف مِنه ذُنُوبنا ؛ لأن الذّنُوبَ سَبَبٌ لِكُلّ الوَيْلات ، وسَبَب الْمَخَاطِر والْمَخَاوِف والعُقُوبات الدّينية والدنيوية .
(وَالْجُوعِ) أي : يُبْتَلَى بِالْجُوع .

والْجُوع يَحْمِل مَعْنَيَين :
المعنى الأول : أن يُحدِث الله سبحانه في العباد وبَاءً ، هو وبَاء الْجُوع ، بَحيث يَأكُل الإنسان ولا يَشبَع ،
وهذا يَمُرّ على الناس ، وقد مَرّ بهذه البلاد سَنَة مَعرُوفة عند العامة تُسمّى : سَنَة الْجُوع : يأكُل الإنسان الشيء الكثير ولكنه لا يَشبَع ،
والعياذ بالله أبدا ...
النوع الثاني : الْجَدْب والسّنِين الْمُمْحِلَة التي لا يَدُرّ فيها ضَرْع ، ولا يَنمُو فيها زَرْع . هذا مِن الْجُوع .
(شرح رياض الصالحين).
وقُدِّم الأمْن على الإيمان ؛ لأن الأمَن حِماية للإيمان ، فقال الله عزّ وجَلّ :
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
والأمْر بالمعروف والنّهي عن المنكَر أعَمّ مِمّا يَفهَمه كثير مِن الناس !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وَوَلِيُّ الأمْرِ إنّمَا نُصِّبَ لِيَأْمُرَ بِالْمَعْرُوف وَيَنْهَى عَن الْمُنْكَر ، وَهَذا هُو مَقْصُودُ الْوِلايَة ...
إلى أن قال :
وصَلاح الْعِبَادِ بِالأمْر بِالْمَعْرُوف وَالنّهْي عَن الْمُنْكَر ؛ فَإنّ صَلاحَ الْمَعَاشِ وَالْعِبَادِ فِي طَاعَةِ اللّه وَرَسُولِه صلى الله عليه وسلم ،
وَلا يَتِمُّ ذَلِك إلاّ بِالأمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّهْي عَنْ الْمُنْكَر ، وَبِهِ صَارَت هَذِه الأُمّةُ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاس .
(مجموع الفتاوى).
وقد امْتَنّ الله تبارك وتعالى على قُريش بِنِعمَةِ الأمْن ، فقال :
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).
وقُدِّم الإطعام هُنا على الأمْن – والله أعلم – لأن مكة دار أمْن ، لا خوْف فيها ،
وإنما يَعتَريها الْجُوع ؛ لأنها وادٍ غير ذِي زَرْع !
ولذلك دَعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالسِّنِين ،
فقال : اللّهُمّ اشْدُدْ وَطْأَتَك عَلَى مُضَرَ ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُف .
رواه البخاري ومسلم .
..............................
اللّهمّ نسألُك الأمن في الأوطانَ.
اللّهمّ اجعل هذا بلدًا آمنًا مُطمئنًّا؛ وسائِر بِلاد المُسلمين؛ آمينَ.
في أمان الله.
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
إخوتي في الله رُوّاد بوّابة داماس؛ فيما يلي مقالٌ قيّمٌ وطيبُ تذكير.
أعظَم ركائز الحياة : الأمْن والإيمان
قال الله عزّ وجَلّ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
قال شيخنا العلاّمة العثيمين رحمه الله : هذه الآية فيها قَسَم مِن الله عزّ وَجَلّ أن يَختَبِر العِباد بهذه الأمور .
فقوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) أي : لَنَخْتَبِرَنّكم .
(بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ)
(الْخَوْفِ) هو فَقْد الأمْن ، وهو أعظَم مِن الْجُوع ، ولهذا قَدّمه الله عليه ،
لأن الإنسان الجائع ربّما يَتَعَلّل ويَذهَب يَطلُب ، ولو كان لِحَاء شَجَر ، لكن الخائف والعياذ بِالله لا يَستَقِر لا في بَيتِه ولا في سُوقِه ،
وأخْوَف ما نَخَاف مِنه ذُنُوبنا ؛ لأن الذّنُوبَ سَبَبٌ لِكُلّ الوَيْلات ، وسَبَب الْمَخَاطِر والْمَخَاوِف والعُقُوبات الدّينية والدنيوية .
(وَالْجُوعِ) أي : يُبْتَلَى بِالْجُوع .

والْجُوع يَحْمِل مَعْنَيَين :
المعنى الأول : أن يُحدِث الله سبحانه في العباد وبَاءً ، هو وبَاء الْجُوع ، بَحيث يَأكُل الإنسان ولا يَشبَع ،
وهذا يَمُرّ على الناس ، وقد مَرّ بهذه البلاد سَنَة مَعرُوفة عند العامة تُسمّى : سَنَة الْجُوع : يأكُل الإنسان الشيء الكثير ولكنه لا يَشبَع ،
والعياذ بالله أبدا ...
النوع الثاني : الْجَدْب والسّنِين الْمُمْحِلَة التي لا يَدُرّ فيها ضَرْع ، ولا يَنمُو فيها زَرْع . هذا مِن الْجُوع .
(شرح رياض الصالحين).
وقُدِّم الأمْن على الإيمان ؛ لأن الأمَن حِماية للإيمان ، فقال الله عزّ وجَلّ :
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
والأمْر بالمعروف والنّهي عن المنكَر أعَمّ مِمّا يَفهَمه كثير مِن الناس !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وَوَلِيُّ الأمْرِ إنّمَا نُصِّبَ لِيَأْمُرَ بِالْمَعْرُوف وَيَنْهَى عَن الْمُنْكَر ، وَهَذا هُو مَقْصُودُ الْوِلايَة ...
إلى أن قال :
وصَلاح الْعِبَادِ بِالأمْر بِالْمَعْرُوف وَالنّهْي عَن الْمُنْكَر ؛ فَإنّ صَلاحَ الْمَعَاشِ وَالْعِبَادِ فِي طَاعَةِ اللّه وَرَسُولِه صلى الله عليه وسلم ،
وَلا يَتِمُّ ذَلِك إلاّ بِالأمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّهْي عَنْ الْمُنْكَر ، وَبِهِ صَارَت هَذِه الأُمّةُ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاس .
(مجموع الفتاوى).
وقد امْتَنّ الله تبارك وتعالى على قُريش بِنِعمَةِ الأمْن ، فقال :
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).
وقُدِّم الإطعام هُنا على الأمْن – والله أعلم – لأن مكة دار أمْن ، لا خوْف فيها ،
وإنما يَعتَريها الْجُوع ؛ لأنها وادٍ غير ذِي زَرْع !
ولذلك دَعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالسِّنِين ،
فقال : اللّهُمّ اشْدُدْ وَطْأَتَك عَلَى مُضَرَ ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُف .
رواه البخاري ومسلم .
..............................
اللّهمّ نسألُك الأمن في الأوطانَ.
اللّهمّ اجعل هذا بلدًا آمنًا مُطمئنًّا؛ وسائِر بِلاد المُسلمين؛ آمينَ.
في أمان الله.